السبت، 17 سبتمبر 2011

ما الصحة النفسية ؟

الصحة النفسية هي حالة يكون فيها الفرد متوافقاً نفسيا ، ويشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ، ويكون قادرا على تحقيق ذاته واستغلال قدراته وإمكاناته لأقصى حد ممكن ويكون قادرا على مواجهة مطالب الحياة، وتكون شخصيته متكاملة سوية ، ويكون سلوكه عادياً، بحيث يعيش في سلامة وسلام.
        والصحة النفسية حالة إيجابية تتضمن التمتع بصحة السلوك وسلامته، وليست مجرد غياب أو الخلو من أعراض المرض النفسي.
        والمرض النفسي بما يفعله في الشخصية وتأثيره في سلوك الشخص وإعاقته للتوافق النفسي وإعاقته عن ممارسة حياة سوية في المجتمع يعد من أخطر التحديات التي تواجه الطلبة في الجامعات المصرية خاصة في عصرنا هذا فكل شيء من حولنا يتطور حتى العوامل التي تؤدي إلى الأمراض النفسية، لذا فالوصول إلى صحة نفسية متكاملة وسوية شيء صعب ومن هنا نكتشف مدى أهمية الصحة النفسية في حياتنا وكيف تساعدنا على مواجهة تحديات العصر.
الرضا النفسي هو من أهم العوامل التي تساعد على تكوين صحة نفسية سوية ومتكاملة، ولكن هناك معوقات تقف بين الطالب وبين الوصول إلى الرضا النفسي وهي كثيرة ومنها الإحباط وهو يكون نتيجة أشياء كثيرة منها الاعتقاد الخاطئ عن العلاقة بين التفوق الدراسي وحدة الذكاء، سواء أكان هذا الاعتقاد من قبل الطالب أو من قبل أولياء الأمور أو من قبل المجتمع أو من قبلهم كلهم ، ففي النهاية الحقيقة واضحة: أن النجاح في الدراسة مرتبط بشكل إيجابي بمعدل الذكاء، وعلى هذا فإن معدل الذكاء يرتبط بدرجة النجاح، ولكن هذا لا يعني العكس، فالفشل الدراسي لا يعني قلة الذكاء، فهناك ظروف أخرى تتدخل وتلعب دورها في النجاح مثل الظروف العامة للمعيشة .. الجو العام للأسرة .. الصحة العامة .. وجود ظاهرة السرحان .. أو الاهتمام بأشياء أخرى غير الدراسة.
وأوضح دليل على ذلك هو: أديسون .. واينشتين.
فقد كان تأخرهما الدراسي لأسباب أخرى بعيدة عن عدم توافر الذكاء .. فوجود الذكاء الخارق مؤكد.
والواقع أن الإنسان يولد ولديه استعداد خاص وراثي للذكاء، ولا يعني ذلك أن أباه ذكي .. ولكنه استعداد وراثي خاص ، فالعبقري قد ينجب طفلاً متخلفاً . العكس بالطبع صحيح !! فالذكاء استعداد خاص تشكله وتكونه البيئة وذلك لأنها تلعب دوراً هاماً في زيادة معدل الذكاء(1).
وجدير بالذكر أنه لا يوجد اختلاف بين ذكاء الرجل وذكاء المرأة .. هذا إذا أتيحت نفس الفرص للجنسين ، وبالرغم من أن مخ المرأة ينقص وزناً عن وزن مخ الرجل ((بمقدار السدس)) إلا أن ذلك لا يؤثر على ذكائهما إطلاقاً، فقد وجد أن الذكاء يتساوى بين الرجل والمرأة .. ولكن الاختلاف يكون شخصياً وليس بسبب جنسي.
كذلك فإن الذكاء لا يختلف بين شعب وآخر، فيتساوى ذكاء الأبيض .. والأصفر .. والأسود.. فإذا حدث فرق ما .. فإن ذلك يكون بسبب العامل البيئي(2).
وبالتالي نجد سيطرة هذا المفهوم الخاطئ ينتج عنه عدم الثقة بالنفس وبعد ذلك التوتر والقلق وتبدأ المشاكل النفسية في النمو ، لذلك فلابد لنا أن نوضح هذه المفاهيم لكل من الشباب والأباء والمجتمع كي لا تحدث تلك الأخطاء والعواقب وعدم تقدير الذات.
وأيضاً هناك اختلاف الثقافة بين الأباء والأبناء من طلاب الجامعة وهذا لاختلاف الأجيال ولكن المشكلة هنا تنتج عندما لا يتوافق الاثنان على شيء معين دون تفاهم ودون تشاور بالعقل ولا تقبل لآراء الآخرين ولا يظن كل منهما ولو للحظة أنه على خطأ وبالتالي تنتج المشاكل الكثيرة منها المشاكل النفسية ومنها المشاكل التي تؤدي إلى الإحباط لذا فلابد أن يتمتع كل من الأباء والأبناء الشباب بالصدر الرحب والثقافة والمشاركة – ولو بالأفكار – كي نتفادى التصادم الناتج من اختلاف الأجيال وبهذا نكون قد ساعدنا ولو بالقليل في الحد من سيطرة الإحباط على الشباب.  
الشيء الثاني الذي يؤدي إلى الصحة النفسية هو الانبساط وهو عبارة عن عامل من الرتبة العليا يتكون من عدد من السمات النوعية تتمثل في الاجتماعية، والسيطرة، والنشاط، والطاقة، وحب المغامرة، والبحث عن الإثارة، والمرح، والتفاؤل(3)
ويوجد تعريفات أخرى لمفهوم للانبساط بعضها ركز على الجانب الاجتماعي للمفهوم، بينما ركز البعض الآخر على الجانب الوجداني له، ومن أمثلة التعريفات التي اهتمت بالجانب الاجتماعي لمفهوم الانبساط: تعريف دوفالduvall,1993  حيث أشار إلى أن الخاصية الأساسية للانبساط ترتبط بالاجتماعية، فالأشخاص الانبساطيون يميلون إلى التفاعل الاجتماعي مع الآخرين، وتكوين علاقات صداقة معهم ( William et a1., 1998 ).
أما التعريفات التي اهتمت بالجانب الوجداني أو الانفعالي للمفهوم، من أمثلتها: تعريف واطسون وكلارك (Watson @ Clark, 1997:772  ) فقد أوضحا أن الانبساط يرتبط بالعناصر الوجدانية، مثل: الشعور بالسعادة، والدفء، والمرح، والبهجة والرضا، والتعاطف مع الآخرين ، والتناغم وجدانياً معهم(1).
ويصنف الانبساط لدى هوجان إلى عنصرين متميزين: العنصر الأول: الاستبشار، والأفراد الذين يتسمون بهذه السمة يغلب عليهم الطموح، والتمتع بالمكانة أو السلطة الاجتماعية، وغالباً ما يكونون قياديين ومؤثرين في الآخرين، وملتزمين بالمعايير السلوكية نحو أنفسهم والآخرين . أما العنصر الثاني: الاجتماعية. ويدور حول السمعة الاجتماعية أو الانتشار وسط الجماعة التي يتفاعل معها الفرد ، ويتميز أصحاب الدرجة المرتفعة على هذه السمة بالحميمية، والقدرة على التغير، وحب الظهور، والاستمتاع بوجودهم حول الآخرين( 1 ) (Watson @ Clark, 1997:772  )(2).
وهنا نجد أنه لإيجاد الحلول لابد من البحث عن الأسباب أولاً لذلك فما السبب في الوصول إلى عدم الرضا النفسي وما سبب تلك العوامل التي تعمل على ظهور الأمراض النفسية عند الطلاب في الجامعات وتلك الأسباب كثيرة فما نستنتجه من الكلام السابق عن الصحة النفسية والرضا النفسي كثير منه الجهل والاستهتار وعدم الاهتمام بالعلوم النفسية وأيضاً إهمال الكثير من الأشياء الهامة والتي تعتبر عاملاً أساسياً في حياتنا ونجد أننا نركز على أشياء كثيرة ربما تكون لها صلة بالتحديات التي تواجه الشباب ولكن هناك أشياء أخرى لابد لنا من الاهتمام بها وعدم تجاهلها أو بالأصح عدم التهرب منها مهما بدت صعبة الحل في ظاهرها ولكن ما هي إلا مشاكل كأي مشاكل نواجهها ولابد أن يكون لها حلولاً ولكن إن أدرنا لها ظهورنا فلن تحل تلك المشاكل بل ستزداد صعوبة وسيزداد معها يأسنا وتزداد معها التحديات التي تعوق الشباب الجامعي.
ولكن قبل أن أعرض نموذجاً لتلك المشاكل يجب علي أن أوضح شيئاً هاماً ربما لم يسترعى انتباه الكثير منا ألا وهو أن معظم تلك الأبحاث التي قدمت في موضوع التحديات وتقدم حالياً وسوف تقدم بها شيئان مهمان هما 1- تلك المشاكل تكون بسبب مشاكل نفسية أو تؤدي إلى مشاكل نفسية 2- الشيء الثاني هو أن تحمل الاثنين معاً أي تكون بسبب مشاكل نفسية وتؤدي إلى مشاكل نفسية. لذا فلابد أولاً أن نحصن أنفسنا كي لا نهتز عندما نواجه المشاكل كي نستطيع حلها، وبعد ذلك فلا أحد معصوم من الخطأ وأيضاً لا أحد معصوم من أعراض المشاكل النفسية ولكن الفرق هنا أننا عندما نرهق نفسياً ونحن نعلم ذلك تكون الفرصة أمامنا اكبر لمواجهة كل شيء سواء المشاكل والتحديات التي تواجهنا أو الأعراض النفسية التي تعوقنا عن حل تلك المشاكل(1).


0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م