السبت، 17 سبتمبر 2011

سرطان الرئة Lung Cancer

سرطان الرئة Lung Cancer
يُعتبر سرطان الرئة السبب الأشيع لوفيات السرطان حول العالم عند كل من الرجال والنساء،    حيث يُقدر عدد الوفيات الناجمة عنه بـ 1.2 مليون وفاة في سنة، فعلى سبيل المثال يتوقع إصابة 220,000 شخص في الولايات المتحدة بسرطان الرئة مع احتمال وفاة 160,000 منهم، بينما يقدر عدد الوفيات بسبب سرطانات الثدي والبروستات وسرطان الكولون والمستقيم مجتمعة 118,000 شخص، وقد ارتفع كل من الانتشار المطلق والنسبي لسرطان الرئة بشكل كبير، فعلى سبيل المثال كان معدل الوفيات المسجلة بسرطان الرئة مماثلاً للمعدل الناجم عن سرطان البنكرياس قبل عام 1930 عند الرجال و 1960 عند النساء. وفي عام 1953 أصبح سرطان الرئة السبب الأشيع لوفيات السرطان عند الرجال، وفي 1985 أصبح السبب الأشيع عند النساء أيضاً، بدأت وفيات سرطان الرئة تقل عند الرجال مما يعكس تناقص معدل التدخين لديهم، بينما وصل ارتفاع معدل الوفيات عند النساء إلى ذروته حتى أصبحت تعادل نصف حالات الوفيات الناتجة عن سرطان الرئة تقريباً.


يُطلق اسم السرطان الرئوي أو السرطان القصبي على الورم الخبيث الذي ينشأ في الطرق التنفسية أو في المتن الرئوي، فـ 95 % تقريباً من سرطانات الرئة تصنف إلى سرطان الرئة صغير الخلايا SCLC وسرطان الرئة غير صغير الخلايا NSCLC، وهذا التصنيف ضروري من أجل تحديد مرحلة الإصابة والعلاج والإنذار، أما باقي أنواع سرطان الرئة فتشكل 5% الباقية من الخباثات التي تنشأ في الرئة.


عوامل الخطر:

تلعب الكثير من العوامل البيئية بالإضافة إلى العادات اليومية في حياتنا دوراً هاماً في تطور سرطان الرئة، ويعد التدخين أهمها وأكثرها خطورة. وفيما يلي شرح لهذه العوامل بالتفصيل:

1-التدخين:  يعتبر التدخين السبب الرئيسي لسرطان الرئة حيث تنتج 90 % من سرطانات الرئة عن التدخين، وتكون نسبة إصابة الشخص الذي يدخن باكيت واحد يومياً لفترة 40 سنة أكبر بعشرين مرة من الشخص غير المدخن، وتجدر الإشارة إلى أنه كلما ازدادت فترة التدخين وازداد تعرض الشخص المدخن للعوامل المسرطنة كالأميانت (الأسبستوس) يزداد خطر الإصابة بسرطان الرئة.
وبهذا نجد أن الوقاية من سرطان الرئة تكون بشكل أساسي بالامتناع عن التدخين وحض المدخنين على الإقلاع، فعندما يتوقف الشخص عن التدخين ينخفض احتمال إصابته بسرطان الرئة تدريجياً ليصل لحده الأدنى بعد 15 سنة؛ والذي يبلغ ضعفي نسبة الإصابة عند الشخص الذي لم يدخن أبداً.


2-العلاج الشعاعي: يشكل عامل خطورة لتطور سرطان رئة بدئي آخر عند مريض لديه سرطان ويتلقى معالجة شعاعية له؛ حيث يزداد خطر إصابة النساء بسرطان رئة عند تلقيهن علاجاً شعاعياً لسرطان ثدي مستأصل مقارنة بنساء أخريات لا يتلقين العلاج الشعاعي مع وجود التدخين كعامل خطر عند كل منهن، فقد أُجريت دراسة على مجموعتين من النساء المصابات بسرطان الثدي، فلوحظ أن النساء المدخنات واللواتي تلقين علاجاً شعاعياً ازداد خطر الإصابة عندهن بسرطان رئة بدئي؛ وكان ذلك أكثر وضوحاً في جهة الثدي المصاب، كما أن المعالجة الشعاعية للمفوما هودجكن تترافق مع ازدياد خطر الإصابة بسرطان رئة ثانوي، علماً أن استخدام التقنيات الإشعاعية الجديدة كفيل بالإقلال من الجرعة المشعة التي تصيب الأنسجة غير الخبيثة ويُتوقع أن تقلل المعدات الحديثة بشكل كبير من خطر الإصابة بسرطان الرئة الثانوي.


3-عوامل أخرى: يمكن لعدد من العوامل أن يؤثر في تطور الإصابة بسرطان الرئة مثل:

السموم البيئية: من العوامل البيئية التي تؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بسرطان الرئة نذكر: (التدخين السلبي، الأميانت والرادون وبعض المعادن كالزرنيخ والكروم والنيكل والأشعة المؤينة والمركبات العضوية العطرية متعددة الحلقات).

التليف الرئوي: أظهرت الدراسات أن الإصابة بالتليف الرئوي يمكن أن تزيد احتمال الإصابة بسرطان الرئة بمقدار سبعة أضعاف، دون أن يكون للتدخين علاقة بهذا الخطر.

الإصابة بالإيدز: تكون نسبة الإصابة بسرطان الرئة عند المرضى المصابين بالإيدز أكبر بكثير مقارنة بالمرضى غير المصابين.

العوامل الوراثية: كما أن للعوامل الوراثية تأثير في خطر الإصابة بالمرض فإن لها تأثير في إنذاره. فعلى الرغم من أن تأثير العوامل الوراثية في سرطان الرئة ما زال قيد الدراسة إلا أنه يوجد خطر عائلي مثبت وواضح.

النظام الغذائي: تشير الأدلة الوبائية إلى أن الكثير من العوامل الغذائية (مضادات الأكسدة وخضار الفصيلة الصليبية والنباتات الاستروجينية) يمكن أن تنقص من خطر الإصابة بسرطان الرئة، ولكن لم يتم تأكيد دور هذه العوامل بعد، فقد باءت جميع المحاولات لإثبات دور هذه العوامل في إنقاص خطر الإصابة بسرطان الرئة عند الأشخاص ذوي معدل الخطورة المرتفع  بالفشل. فعلى سبيل المثال، أثبتت دراسة الحد من السرطان المعتمدة على ألفا توروفيرول وبيتا كاروتين أن الإصابة بالسرطان تزداد عند المرضى المدخنين الذين يتناولون كميات من البيتا كاروتين.

المسح Screening:

يعتمد تشخيص سرطان الرئة بشكل رئيسي على تقييم الأشخاص الذين يعانون من الأعراض، إلا أن التحري المسحي عن سرطان الرئة غير مستخدم بشكل واسع، على اعتبار أنه لا يوجد اختبار مسحي كـ (صورة الصدر، التحليل الخلوي للقشع أو التصوير الطبقي المحوري) ينقص من معدل وفيات سرطان الرئة وموصىً به بشكل رسمي.
إلا أن الدراسات أظهرت أن نسبة كبيرة من المرضى الذين يُكشف لديهم سرطان رئة بالتحري المسحي بالتصوير الطبقي المحوري كان السرطان لديهم في مرحلة باكرة مما يساعد في تحسين الإنذار.


التشريح المرضي:

تصنف منظمة الصحة العالمية سرطانات الرئة البدئية لأربعة أنماط نسيجية خلوية رئيسية:

 السرطانة الغدية (مشتملة على السرطانة السنخية القصبية): نسبتها38 %.
 سرطانة الخلية الحرشفية 20%.
 سرطان الخلية الكبيرة 5%.
 سرطان الخلية الصغيرة 13%.
 سرطانات الرئة غير صغيرة الخلايا التي لا يمكن إدراجها تحت أي تصنيف 18%.
 سرطانات أخرى 6%.

وقد ازداد معدل الوقوع النسبي للسرطانة الغدية بشكل ملحوظ، وترافق هذا الازدياد مع نقص في معدل وقوع الأشكال الأخرى لسرطانات الرئة صغيرة وغير صغيرة الخلايا؛ حيث يعتقد أن هذه الزيادة ناتجة عن إدخال الفيلتر منخفص القطران إلى السجائر في عام 1960، إلا أن العلاقة بينهما غير مؤكدة.


التظاهرات السريرية:

يكون سرطان الرئة في مرحلة متقدمة لدى معظم المرضى عندما يتظاهر سريرياً، مما يعكس السلوك العدواني لهذا المرض، وقد يستمر غياب الأعراض حتى يصل السرطان لمرحلة متقدمة موضعياً أو حتى تظهر النقائل، حيث لا يوجد فحص ماسح فعال كما ذُكر سابقاً، وربما تنتج هذه الأعراض بسبب التأثيرات الموضعية للورم، أو بسبب الانتشار الموضعي أو البعيد أو نتيجة التأثيرات البعيدة غير المتعلقة بالنقائل (المتلازمة نظيرة الورمية)، حيث يقدر أن 3/4 المرضى لديهم عرض واحد أو أكثر عند التشخيص.

للورم تأثيرات عديدة داخل الصدر؛ أشيعها السعال، بالإضافة ﻠ نفث الدم، والألم الصدري والزلة التنفسية. ولنتحدث عن هذه الأعراض بالتفصيل:

• السعال:
يوجد عند 50-75% من المرضى ممن شخص لهم سرطان رئة، ويحدث بشكل أشيع في سرطان الخلية الحرشفية وسرطان الخلايا الصغيرة، ويعود ذلك لميلها للنمو ضمن لمعة الطرق الهوائية، كما أن البداية الحديثة لشكاية سعال عند المدخنين أو المدخنين السابقين يحمل خطراً لتطور السرطان، ويعد وجود الثر القصبي أو السعال المنتج لكميات كبيرة من القشع المخاطي الرقيق أحد مظاهر السرطانة القصبية السنخية وعادة ما يشير ذلك إلى مراحل متقدمة من المرض.

غالباً ما تسبب سرطانات الرئة صغيرة وغير صغيرة الخلايا ذات رئة بعد انسدادية، حيث يعتبر توسع القصبات نادر الحدوث؛ لأن السرطان عادة ما يتقدم ويترقى بشكل سريع بحيث لا يسمح لتوسع القصبات بالظهور. وعلى العكس من ذلك، يوجد احتمال أكبر لتطور توسع القصبات في الأورام بطيئة النمو مثل الأورام السرطاوية أو العابية.

• النفث الدموي: سُجلت حالات من النفث الدموي في 25-50 %من المرضى الذين لديهم سرطان رئة، علماً أن التهاب القصبات يعتبر السبب الأشيع لهذا العرض، حيث يعتبر وجوده بأية كمية علامة إنذار سيئة وقد تسبب الكميات الكبيرة اختناقاً للمريض، إن وجود النفث الدموي عند مريض يعني احتمال وجود سرطان رئة بنسبة تتراوح بين 3-34% ويعتمد ذلك على عمر المريض ووجود قصة تدخين، حيث يكون احتمال تشخيص السرطان قصبي عند مدخن لديه نفث دموي مع صورة صدر طبيعية حوالي5 % عند إجراء التنظير القصبي.

• الألم الصدري: يتواجد الألم الصدري عند 20% من مرضى سرطان الرئة، قد يكون خفيفاً ومتغيراً في صفاته وهو أكثر شيوعاً لدى الشباب مقارنة بالمسنين. يتوضع الألم بشكل نموذجي في جهة الورم البدئي نفسها، وقد يحدث الألم المستمر الصامت نتيجة امتداد الورم للمنصف أو الجنب أو جدار الصدر، لكن وجود الألم لا يعني بالضرورة عدم قابلية الاستئصال الجراحي.
وعلى الرغم من أن الألم الجنبي قد يحدث نتيجة امتداد الورم للجنب، إلا أن كلاً من ذات الرئة الانسدادية أو الصمة الرئوية المتعلقة بحالة فرط الخثرية قد تسبب أيضاً ألماً صدرياً.

• الزلة التنفسية: توجد في 25% من الحالات وتعتبر من الأعراض الشائعة لسرطان الرئة عند التشخيص، وقد تكون ناتجة عن (الانسداد الخارجي أو الداخلي للطرق التنفسية، ذات الرئة الانسدادية، انخماص الرئة، الانتشار اللمفاوي للورم، الصمة الرئوية، استرواح الصدر، انصباب الجنب أو انصباب التامور مع سطام قلبي).
إن حدوث الانسداد الجزئي للطرق التنفسية قد يسبب وزيز موضعي يسمع من قبل المريض أو الفاحص بالإصغاء، أما الصرير ينتج من انسداد الطرق التنفسية الكبيرة.
قد تساعد اختبارات الوظائف الرئوية في تقييم المرضى الذين لديهم زلة تنفسية ناتجة عن سرطان الرئة، فهي تُظهر النقص في حجم الهواء المتدفق الزفيري أو الشهيقي أو كليهما الناتج عن وجود الورم في الرغامى، أكثر من كونه ناتج من الضغط الداخلي أو شلل الحبال الصوتية.

أما بالنسبة للحجاب الحاجز فإن الشلل أحادي الجانب قد ينشأ من إصابة العصب الحجابي؛ وهنا قد لا يشتكي المريض من أية أعراض أو يشكو من وجود قصر نفس.
هذا ويعتبر سرطان الرئة أشيع الأورام التي تصيب العصب الحجابي على الرغم من أن الخباثات بشكل عام مسؤولة عن 4% فقط من حالات شلل الحجاب الحاجز.

• بحة الصوت: يدخل كلٌّ من سرطان الرئة وسرطان الحنجرة في التشخيص التفريقيّ لبحة الصوت المستمرة عند مدخن، عند مرضى سرطان الرئة يحدث غزو ورمي للعصب الحنجري الراجع على طول مسيره تحت قوس الأبهر عائداً إلى الحنجرة.

• إصابة الجنب: حسب نظام TNM لتحديد المرحلة السريرية فإن:
 2T: امتداد الورم للجنبة الحشوية.
 3T: امتداد الورم للجنبة الجدارية.
 a1M: وجود الخلايا السرطانية ضمن سائل الجنب (stage IV).
يمكن أن تتظاهر إصابة الجنبة بثخانة غشاء الجنب دون انصباب.

وقد يحدث انصباب يتصف بكونه:

 غير قابل للشفاء بالاستئصال الجراحي للورم (أي انصباب خبيث)؛ وهذا يعالج علاجاً تلطيفياً.
 عرضي، ويتظاهر بزلة تنفسية وسعال (مع ملاحظة أن 25% من مرضى سرطان الرئة مع نقائل للجنب يكونون غير عرضيين).
 يكون عادة نضحياً أو مصلياً أو مصلياً مدمىً أو مدمىً بشكل صريح.
 يحدث عند10-15% من مرضى سرطان الرئة خلال سير المرض.

يجب الإشارة إلى إمكانية حدوث انصباب جنب سليم عند مرضى سرطان الرئة، وذلك بسبب:

انسداد أوعية لمفية.
 ذات رئة بعد انسدادية.
 انخماص رئة.

وعندها يكون الورم قابلاً للشفاء بالاستئصال الجراحي، فقد أثبتت الدراسات أن 5-14% من مرضى NSCLC (Non-Small Cell Lung Cancer) مع انصباب جنب أحادي الجانب قابلين للشفاء باستئصال الورم،ولكي لا تضيع على المريض فرصة العلاج الشافي باستئصال الورم، يجب تحرّي الخلايا الورمية ضمن سائل الانصباب؛ ففي حال السلبية يكون الورم قابل للشفاء، أما في حال وجود الخلايا الورمية، فإن ذلك يغير من طريقة العلاج بشكل كبير.

وبشكل عام، قبل إجراء العمل الجراحي؛ والذي يتمثل باستئصال الورم البدئي يجب تقييم المسافة الجنبية وذلك بإثبات سلبية 2 أو 3 فحوص خلوية لسائل الجنب بعد إجراء تنظير الصدر أو تنظير الجنب، تبلغ حساسية اختبار الفحص الخلوي لسائل الجنب – و ذلك عند المرضى الذين أُثبت لديهم وجود إصابة الجنب – 60% وذلك بعد بزل واحد، أما في حال أخذ ثلاث عينات فإن الحساسية ترتفع إلـى 85%.

تكون حساسية الاختبار لتشخيص الخباثة في سائل الجنب منخفضةً عندما يكون الحجم < 10 مل مقارنةً بالحجوم الأكبر؛ وتزداد هذه الحساسية قليلاً عند الاستعانة بخزعة الجنب المغلقة، في حال الشك بالخباثة عند مريض بالرغم من سلبية الاختبار، يجب إعادة إجراء الفحص الخلويّ لسائل الجنب مع أو بدون خزعة الجنب.

• تناذر الأجوف العلوي: يحدث بسبب انسداد الوريد الأجوف العلوي SVC، ويمتاز بكونه أكثر شيوعاً عند مرضى SCLC من مرضى NSCLC، تتمثل أعراضه بـ: ثقل الرأس وزلة تنفسية، وبشكل أقل شيوعاً ألم وسعال وعسر بلع.


أما العلامات المشاهدة فتتضمن:

توسع أوردة العنق- شبكة وريدية واضحة على الصدر- وذمة الوجه.

في صورة الصدر الشعاعية :CXR يمكن ملاحظة توسع المنصف أو كتلةٌ في السرة الرئوية اليمنى.

أما التصوير الطبقيّ المحوري :CT Scan فهو غالباً يكون قادراً على تحديد السبب ومستوى الانسداد وامتداد الدوران الوريديّ الجانبيّ.

عند غالبية مرضى تناذر الأجوف السفلي الثانوي لسرطان الرئة تزول الأعراض الناتجة عن انسداد الأجوف السفلي بعد استئصال الورم المنصفي.

• تناذر بانكوست (Pancoast's syndrome):

يحدث بسبب سرطان الرئة المتبارز ضمن الثلم العلوي؛ وخاصة NSCLC SCC عادةً)، ونادراً جداً SCLC، يتظاهر ﺒ:

 الألم؛ عادةً في الكتف، وبشكل أقل تواتراً في لوح الكتف والذراع والأصابع.
تناذر هورنر Horner’s Syndrome
 تخريب عظمي.
 ضمور عضلات اليد.

نقائل السرطان إلى خارج الصدر:

يمكن لسرطان الرئة أن ينتشر إلى أيّ مكان في الجسم، وأشيع هذه الأماكن: الكبد، غدتا الكظر، العظام، الدماغ.
قد تتظاهر هذه النقائل قبل تظاهر الورم، فتكون هي الشكاية الحالية عند المريض، أو قد تحدث متأخرةً أثناء سير المرض. وإليكم التفاصيل:

• الكبد: عادةً ما تتظاهر النقائل الكبدية العرضية بشكل متأخر خلال سير المرض وتكون غير شائعة في بدايته، أما النقائل اللاعرضية فيمكن كشفها بـ:

 اضطراب خمائر الكبد.
 التصوير الطبقيّ المحوريّ CT.
 التصوير المقطعيّ بالإصدار البوزيترونيّ PET.
عند مرضى NSCLC القابل للاستئصال الجراحي، أُثبت وجود نقائل كبدية باستخدام CT في 3% من الحالات، أما النقائل الكبدية فقد وجدت مصادفةً في 4% من الحالات وذلك باستخدام PET أو بمشاركة PET مع CT.
أثبتت دراسات التشريح على الجثث أنّ النقائل السرطانية إلى الكبد تحدث عند 50% من مرضى سرطان الرئة (إما NSCLC أو SCLC).

• العظام:

 كثيراً ماتكون النقائل العظمية عرضية؛ فيشكو المريض من ألم ظهري، أو بطني أو ألم في الأطراف.
 قد يرتفع مستوى الفوسفاتاز القلوية في المصل بسبب النقائل، وقد يرتفع مستوى الكالسيوم المصلي بسبب حدوث المرض العظمي الشامل.
 يلعب كل من PET و PET-CT دور هام في كشف النقائل في عدد من الأعضاء ومن بينها العظم، وهي تتميز بحساسية أعلى منCT وتصوير العظم.
 عند مرضى NSCLC: بالفحص تم كشف النقائل العظمية عند حوالي 20% منهم. ويظهر الفحص الشعاعي زيادة في نسبة الخلايا الكاسرة للعظم مقارنةً مع الخلايا البانية، وتعتبر أجسام الفقرات المكان الأشيع لحدوث النقائل.
 عند مرضى :SCLCتكون نسبة حدوث النقائل أكبر، حيث تشاهد عند 30-40 % منهم.

• الكظر:
 تعتبر غدتا الكظر من الأماكن المحتملة لنقائل سرطان الرئة ولكن نادراً ما تكون عرضية.
 نتوقع وجود النقائل الكظرية عندما تشاهد كتلة وحيدة الجانب ﺒ CT عند مريض لديه سرطان رئة أو نتوقع وجود السرطان لديه.
 إنّ كشف هذه النقائل لا يتم إلا بكشف جزء من الكتلة الكظرية عبر الفحص (بالتفريس). ففي دراسة أُجريت على 330 مريض لديهم NSCLC مُحتمل،32 منهم (10 %) لديه كتلة كظرية معزولة. وجد أنّ 8 فقط من هؤلاء اﻠ32 (25%) لديهم خباثة بينما البقية كانت الآفة لديهم سليمة (غدوم، فرط تنسج عقيدي، كيسات نازفة).
 وبالعكس فإن نتيجة التصوير السلبية لا تنفي وجود النقائل الكظرية. ففي دراسة أجريت على مرضى SCLC ؛ وجد أن 17 % من الخزع الكظرية أظهرت وجود النقائل بالرغم من أن صورة CT كانت طبيعية.
 إنّ نقص نوعية CT في تحديد طبيعة الكتل الكظرية يسبب مشكلة خاصة عند المرضى المصابين بسرطان رئوي قابل للاستئصال. وفي هذه الحالة قد يفيد استخدام PET في تمييز الكتلة الكظرية السليمة عن الخبيثة.
 يعتبر الـ MRI اختبار مفيد أيضاً في نفي وجود النقائل عند وجود غدوم سليم أو خزعة سلبية.
 تكون إصابة الغدد الكظرية أكثر شيوعاً عندما يكون المرض ذو انتشار واسع.
 تم الكشف عن النقائل الكظرية في سياق تشريح الجثث عند 40% من مرضى سرطان الرئة.

• الدماغ:
 تشمل التظاهرات العصبية لسرطان الرئة كل من أعراض النقائل والتظاهرات نظيرة الورمية.
 الأعراض المرافقة لنقائل الجهاز العصبي المركزي تكون مشابهة لتلك المرافقة للأورام الأخرى، وتشمل: (صداع، إقياء، نقص الساحة البصرية، خذل شقي، إصابة الأعصاب القحفية، صرع).
 عند مرضى NSCLC :
 نسبة حدوث النقائل الدماغية أعلى في حالة السرطانة الغدية وأقل في حال SCC.
 يزداد خطر حدوث النقائل الدماغية في حال الورم البدئي كبير الحجم ووجود عقيدة موضعية مرافقة.
 باختيار دقيق لمجموعة من المرضى يمكن إجراء قطع (استئصال) متسلسل (متتابع) في حالات NSCLC القابلة للاستئصال الجراحي مع نقائل دماغية وحيدة (معزولة).
 عند مرضى SCLC:
 تشاهد النقائل الدماغية عند الفحص بنسبة 20-30%.
 نسبة النكس تبلغ 50% من المرضى خلال سنتين.
 بدراسة عينة عشوائية وجد تناقص معدل النقائل الدماغية عند إجراء المعالجة الشعاعية الوقائية للقحف.


التظاهرات نظيرة الورمية:

وهي ناتجة عن تأثير الورم ولا علاقة للـ الغزو الورمي، أو الانسداد أو النقائل بحدوثها ةتتضمن ما يلي:

• فرط الكالسمية (فرط كالسيوم الدم ):
 يحدث إما بسبب:- النقائل العظمية
- بشكل أقل نتيجة الأورام المفرزة للبروتين المرتبط بالهرمون الدريقي (PTHrP) أو الكالسيترول أو سيتوكينات أخرى حاوية على عوامل منشطة لكاسرات العظم.

 في دراسة أجريت على 1149 من حالات سرطان الرئة: 6% سُجّل لديهم ارتفاع مستوى كالسيوم الدم ومن بين هؤلاء سجلت:
SCC ، السرطانة الغدية، SCLC في: 51 ،22، 15 % من الحالات على الترتيب. ومعظم الحالات المترافقة مع فرط الكالسمية كانت في مراحل متقدمة من المرض (المرحلة 3 أو 4) ومتوسط البقيا هو بضعة أشهر.
 أعراض فرط الكلسمية: (قهم، غثيان وإقياء، إمساك، نوام (وسن)، بوال، عطاش، تجفاف)، أما التخليط والسبات فهما من التظاهرات المتأخرة كما هو الحال بالنسبة للقصور الكلوي والكلاس الكلوي.
 المعالجة :
المرضى العرضيون والذين لديهم كالسيوم المصل 12 ملغ \ دل (3mmol/L) أو أكثر يتطلبون معالجة تشمل الإماهة والبيفوسفانات.


• متلازمة الإفراز غير الملائم للهرمون المضاد للإدرار SIADH secretion
 كثيراً ما تحدث بسبب SCLC أو كنتيجة لنقص الصوديوم.
 حوالي 10% من مرضى SCLC يعانون من SIADH.
 تشكل SCLC حوالي 75% من الخباثات المرتبطة بحدوث SIADH.
 ترتبط شدة الأعراض بدرجة نقص الصوديوم أو بسرعة انخفاض صوديوم المصل وتشمل: قهم، وغثيان وإقياء.
 قد يحدث الاستسقاء الدماغي بشكل سريع في بداية انخفاض الصوديوم وأعراضه هي: تهيج، تململ وهياج، تغيرات في الشخصية، تخليط، سبات، نوبات صرعية وتوقف التنفس.
 المعالجة : تتركز على معالجة الخباثة.
- بالنسبة لمعظم مرضى SCLC فإن نقص الصوديوم يعود للطبيعي خلال أسابيع من بدء المعالجة الكيماوية.
- نقص الصوديوم المزمن أو طويل الأمد وغير المفسر يمكن أن يعالج بالتسريب الملحي للوصول لحالة السواء أو بتحديد السوائل واستخدام demeclocycline أو باستخدام الضاد المتعلق بالفازوبريسين.
- نقص الصوديوم الحاد أو الشديد يتم تدبيره بحذر بفرط (برفع) التوتر (3%) بالتسريب الملحي لتصحيح 1-2 مل مول \ليتر كل ساعة بحيث لايتجاوز 8-10 مل مول \ليتر في 24 ساعة.


• الاعتلال العظمي المفصلي الضخامي HPO
يُعرّف بحدوث تبقرط أصابع وتكاثر سمحاقي للعظام الأنبوبية مترافق مع سرطان الرئة أو أي مرض رئوي آخر.
 يتظاهر الـ (HPO) سريرياً باعتلال مفصلي مؤلم متناظر يصيب عادةً الكاحلين, الركبتين, المعصمين والمرفقين, كما قد تصاب العظام السنعية والمشطية والسلاميات.
 يظهر على الصورة الشعاعية للعظام الطويلة (مثال: الظنبوب والشظية) عند مرضى الـ HPO توضّع سمحاقي جديد مميز.
 كما يظهر أثناء التصوير المشع للعظام أو الـ PET القبط المنتشر للمادة المشعة في العظام الطويلة.
 تزول أعراض الـ HPO بعد استئصال الورم, أما المرضى غير القابلين للخضوع للعمل الجراحي (لديهم مضاد استطباب للجراحة) فإن العلاج التقليدي المُتبع لديهم هو إما إعطاء مضادات الالتهاب اللاستيروئيدية أو البيوفوسفانات.
 التهاب الجلد والعضلات والتهاب العضلات المتعدد:
يُعتبران شكلان خاصان لاعتلال العضلات الالتهابي حيث يتظاهران سريرياً بالتعب العضلي، إن الاعتلال العضلي الالتهابي قد يكون عرضاً رئيسياً مرافقاً لسرطان الرئة منذ البداية أو قد يظهر لاحقاً أثناء سير المرض.
 يحدث اعتلال العضلات الالتهابي في سرطان الرئة, إضافة لسرطانات بدئية أخرى مثل سرطانات: المبيض, عنق الرحم, البنكرياس, المثانة والمعدة.

• التظاهرات الدموية:
تشمل الاضطرابات الدموية المشاهدة عند مرضى سرطان الرئة ما يلي:
 فقر الدم:شائع عند مرضى سرطان الرئة وقد يكون سبباً للتعب والزلة التنفسية التي يعاني منها المرضى, لوحظ في إحدى الدراسات أن 40% من المرضى غير المعالجين كان الخضاب لديهم < 12 غ / دل, بينما عند المرضى الخاضعين للعلاج الكيماوي كانت نسبة حدوث فقر دم هي 80%. وبالتالي فإن فقر الدم قد يكون نتيجةً لعدة أسباب من بينها علاج سرطان الرئة.
 كثرة الكريات البيض:لوحظ في إحدى الدراسات ترافق الورم مع كثرة الكريات البيض بنسبة 15% من المرضى. جميع المرضى تقريباً كان لديهم سرطان رئة غير صغير الخلايا NSCLC ، كما يعتقد أن كثرة الكريات البيض هي نتيجة لفرط إنتاج العامل المحرض لسلالة المحببات.
إن كثرة الكريات البيض المترافقة مع سرطان الرئة تترافق أيضاً مع ارتفاع كالسيوم الدم وتشير إلى إنذار سيء.
 كثرة الصفيحات الدموية:شائع, حيث يوجد في أكثر من 14% من الحالات عند تشخيص سرطان الرئة وهي تدل على نقصان معدل البقيا.
 كثرة الأيوزينات:إن كثرة الأيوزينات في الدم أو الأنسجة حالة نادرة ولكنها سُجّلت عند مرضى سرطان الرئة كبير الخلايا.
 اضطرابات فرط التخثر:تُشاهد أشكال مختلفة من اضطرابات فرط التخثر عند مرضى سرطان الرئة والسرطانات الأخرى، منها:
متلازمة تروسو(التهاب الوريد الخثاري السطحي الهاجر).
الخثار الوريدي العميق والانصمام الخثاري.
التخثر داخل الوعائي المنتشر.
اعتلال الأوعية الدقيقة الخثاري.
اعتلال الأوعية الدقيقة اللاخثاري.

• متلازمة كوشينغ: تحدث نتيجة إفراز منتبذ للموجهة القشرية الكظرية (ACTH).
حيث يشكو المريض من: (ضعف عضلي، نقص وزن، ارتفاع ضغط، شعرانية، هشاشة عظام)، وعادة ما يوجد عند المريض قلاء بنقص البوتاسيوم وفرط في سكر الدم.
تمتاز متلازمة كوشينع بكونها شائعة نسبياً عند المرضى المصابين بأورام (SCLC ، الأورام السرطاوية، والخباثات خارج الصدر).
يشير وجود متلازمة كوشينغ عند مرضى SCLC إلى سوء الإنذار.

• التظاهرات العصبية: يُعد سرطان الرئة أكثر الأورام ترافقاً مع المتلازمة العصبية نظيرة الورمية؛ خاصة النمط SCLC.
تُفسر المتلازمة العصبية نظيرة الورمية بأنها ناتجة عن تفاعلات متواسطة بالمناعة، حيث أُثبت وجود أضداد ذاتية في عدد من الحالات، وتمتاز بتنوع تظاهراتها ومنها نذكر: (متلازمة لامبرت إياتون الوهنية LEMs، رنح مخيخي، اعتلال أعصاب حسي، التهاب الدماغ الحوفي، التهاب الدماغ والنخاع، اعتلال عصبي ذاتي، اعتلال شبكية، رمع عضلي)؛ إلا أن أكثر هذه التظاهرات شيوعاً هي متلازمة لامبرت إياتون (تحدث بنسبة 3% من مرضىSCLC)، كما تسبق تظاهراتها العصبية تشخيص SCLC في أكثر من 80% من الحالات بفترة عدة أشهر لسنوات.
يكون المرض في مراحل محدودة عند 70% من المرضى المصابين بالنمط SCLC المترافق مع المتلازمة العصبية نظيرة الورمية.

إن وجود الأضداد الذاتية نظيرة الورمية عند مرضى المتلازمة العصبية يجعل المريض بحاجة للتقييم لتحري الخباثة. كما يستطب إجراءCT للصدر عند الأشخاص المدخنين الحاليين أو المدخنين في السابق عندما نتوقع وجود المتلازمة العصبية نظيرة الورمية لديهم، فإذا أعطى نتيجة سلبية عندها نجريPET لتحديد توضع الورم، علماً أن الاضطرابات الدقيقة المتوضعة في الرئة أو المنصف تحتاج لإجراء خزعة.

لا تستجيب المتلازمة العصبية نظيرة الورمية للمعالجة المثبطة للمناعة عادةً، لكن يمكن أن تستقر أعراضها عند معالجة الورم المستبطن.



الخلاصة:

• إن سرطان الرئة هو أشيع أسباب الوفيات بسبب السرطان عند كل من الرجال والنساء في العالم.

• يعتبر التدخين مسؤولاً عن حوالي 90% من حالات سرطان الرئة، وبالتالي فإن منع التدخين والإقلاع عنه يعد أمراً في غاية الأهمية في إنقاص معدل الوفيات والمراضة المتعلق بالمرض.

• يُقسم سرطان الرئة إلى أنماط نسيجية عديدة، أهمها تصنيفه إلى سرطان رئة صغير الخلاياSCLC وسرطان الرئة غير صغير الخلاياNSCLC .

• تعزى التظاهرات السريرية لسرطان الرئة لـ:
 تأثيرات الورم داخل الصدر (سعال، نفث دموي، المرض الجنبي).
 تأثيرات النقائل الورمية خارج الصدر: (أشيع أماكن وجودها :الكبد، العظام، الدماغ).
 التظاهرات نظيرة الورمية: (فرط الكالسمية، متلازمة كوشينغ، اضطرابات فرط الخثرية، متلازمات عصبية أخرى متنوعة).
الكاتب: تمت الترجمة من قبل أعضاء فريق الترجمة الطبي في سيتامول نت
المصدر: up to Date 18.2

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م