السبت، 17 سبتمبر 2011

العوامل التي تعوق الصحة النفسية (العصابية)


وهنا أنتقل إلى موضوع في غاية الأهمية وذلك لأنه يشمل العوامل التي تعوق الصحة النفسية وهو مفهوم العصابية حيث تعد العصابية من أكثر المفاهيم التي خضعت للدراسة والبحث في تراث علم نفس الشخصية، كما حظيت باهتمام بالغ من كثير من الباحثين النفسيين عبر عدة سنوات ماضية وطرحت لها العديد من التعريفات.
واتفقت تعريفات الباحثين على أن العصابية تنطوي على مقدار هائل من المشقة النفسية . فقد عرفها أيزنك 1964 ,EYSENK بأنها: "الميل إلى خبرة الانفعالات السلبية، والقابلية للإيحاء، والنزوع إلى القلق الدائم، والتقلبات المزاجية، وضعف القدرة على ضبط الانفعالات، وسهولة الاستثارة، والاندفاعية(1) ".
والأفراد الحاصلون على درجات مرتفعة على مقاييس العصابية غالباً ما يعانون خللاً في أساليبهم المعرفية، وضعف القدرة على التفكير المنطقي، كما يتعرضون للإصابة باضطرابات نفسية مختلفة: كالتوتر العصبي المستمر، والاكتئاب، والإحباط، والحزن، كما يعانون شكاوي بدنية متكررة(2).
والعصابية عكسها الاتزان الانفعالي ويتسم الأفراد الحاصلون على درجة مرتفعة من الاتزان الانفعالي بالهدوء، والقدرة على التحكم في الانفعالات، وتنظيمها، والشعور بالرضا، والقدرة على مواجهة الإحباطات، والتغلب على أية صعوبات، الأمر الذي يكفل لهم التمتع بالصحة النفسية(3).
ومن أبرز التعريفات وأكثرها شمولاً هو التعريف الذي قدمه كوستا ومكري 1992 COSTA & MCCRAE بأن العصابية: مفهوم يتضمن ستة مظاهر أو سمات نوعية مميزة، وهي :
1- القلق ( كالخوف، والشعور بالهم، وسرعة الاستثارة ).
2- الغضب ( كالتوتر عند التعرض للاحباطات ).
3- الاكتئاب ( كالانقباض، والتشاؤم، والشعور بالضيق ).
4- الاندفاعية ( كالعجز عن ضبط الاندفاعات أو التحكم فيها ).
5- العدائية ( كالشعور بالعداء اتجاه الآخرين ).
6- سرعة الاستثارة ( كضعف القدرة على تحمل الضغوط، والعجز، واليأس، وفقدان القدرة على اتخاذ قرارات صائبة )(1).
ومن طرق علاج العصاب العلاج البيئي والاجتماعي حيث إن أثر البيئة والمجتمع في نشأة وعلاج العصاب قوي وبالغ، ومن ثم فأحياناً يتجه العلاج نحو تحسين هذه العوامل من ناحية العمل، والمنزل والزواج مع أنواع العلاج الأخرى، ولا مانع من تشجيع الهوايات الخاصة من ثقافة وفنون أو رياضة، أو الإيمان الديني؛ خاصة في هؤلاء الذين يميلون بطبيعتهم إلى الناحية الدينية(2).          
وبالتالي نخرج بأنه عند مواجهة مشكلات شعورية – أي الخوف والقلق والاكتئاب وما إلى ذلك - يحدث عدم الاتزان النفسي وتدهور الصحة النفسية، وبالتالي تظهر أعراض العصابية عندهم – وأحياناً كثيرة لا يكونوا يعرفون بذلك - وبالتالي لا يكونوا قادرين على التكيف مع المجتمع ولا التقدم ولا الإنتاج لذلك أهم ما يقابلنا من التحديات المعاصرة هي الأسباب التي تؤدي إلى حدوث مشكلات شعورية، والأهم من ذلك هو الأسباب التي أدت إلى عدم استعداد الطلاب لتقبل المشاكل الشعورية والعجز عن حلها والوقوف أمامها ، وبالتالي تحدث المضاعفات وتكون النتيجة سلبية ، ويصاب الطلاب بالعصابية وما يشابهها.


  (1) الملف: نصرة منصور عبد المجيد عبد العال: الذكاء الوجداني وعلاقته بالعوامل الخمسة الكبرى لل شخصية- إشراف: صفوت فرج ، 2007 ، صـ  66.
(2)  نفس المرجع السابق صـ 66.
(3)  نفس المرجع السابق صـ 66.
 (1) المؤلف: نصرة منصور عبد المجيد عبد العال: الذكاء الوجداني وعلاقته بالعوامل الخمسة الكبرى للشخصية- إشراف: صفوت فرج ، 2007 ، صـ  67.

(2)  المؤلف: أحمد عكاشة: الطب النفسي المعاصر ، مكتبة الأنجلو المصرية ، القاهرة، صـ 289.

0 التعليقات:

إرسال تعليق

 
Design by Free WordPress Themes | Bloggerized by Lasantha - Premium Blogger Themes | Hostgator Discount Code تعريب : ق,ب,م